أمير المؤمنين عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن المهدي محمد
window.google_render_ad();
المأمون: عبد الله أبو العباس بن الرشيد ولد سنة سبعين ومائة في ليلة
الجمعة منتصف ربيع الأول وهي الليلة التي مات فيها الهادي واستخلف أبوه .
قرأ العلم في صغره ، و سمع الحديث من أبيه وهشيم وعباد بن العوام ويوسف بن
عطية وأبي معاوية الضرير وإسماعيل بن علية وحجاج الأعور وطبقتهم.
وأدبه اليزيدي وجمع الفقهاء من الآفاق وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل ومهر فيها.
روى عنه: ولده الفضل ويحيى بن أكثم وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي والأمير
عبد الله بن طاهر وأحمد بن الحارث الشيعي ودعبل الخزاعي و غيرهم .
قال أبو معشر المنجم: كان المأمون أماراً بالعدل فقيه النفس يعد من كبار العلماء.
وعن الرشيد قال إني لأعرف في عبد الله حزم المنصور ونسك المهدي وعزة الهادي ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع يعني نفسه لنسبته .
كان أفضل رجال بني العباس حزماً وعزماً وحلماً وعلماً ورأياً ودهاء وهيبة وشجاعة وسوددا وسماحة.
استقل المأمون بالأمر بعد قتل أخيه سنة ثمان وتسعين وهو بخرسان واكتنى بأبي جعفر.
قال الصولي: وكانوا يحبون هذه الكنية لأنها كنية المنصور وكان لها في نفوسهم جلالة وتفاؤل بطول عمر من كني بها كالمنصور والرشيد.
وفي سنة خمس عشرة سار المأمون إلى غزو الروم ففتح حصن قرة عنوة وحصن ماجدة
ثم سار إلى دمشق ثم عاد في سنة ست عشرة إلى الروم وافتتح عدة حصون ثم عاد
إلى دمشق ثم توجه إلى مصر ودخولها فهو أول من دخلها من الخلفاء العباسيين
ثم عاد في سنة سبع عشرة إلى دمشق والروم.
ومات المأمون يوم الخميس لاثنتي عشرة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة بالبدندون من أقصى الروم ونقل إلى طرطوس فدفن بها.
قال الثعالبي: لا يعرف أب وابن من الخلفاء أبعد قبراً من الرشيد والمأمون.
قال: وكذلك خمسة من أولاد العباس تباعدت قبورهم أشد تباعد ولم ير الناس
مثلهم فقبر عبد الله بالطائف وعبيد الله بالمدينة والفضل بالشام وقثم
بسمرقند ومعبد بإفريقية.
وأخرج عن عبد الله بن محمد التيمي قال أراد الرشيد سفراً فأمر الناس أن
يتأهبوا لذلك وأعلمهم أنه خارج بعد الأسبوع فمضى الأسبوع ولم يخرج
فاجتمعوا إلى المأمون فسألوه أن يستعلم ذلك ولم يكن الرشيد يعلم أن
المأمون يقول الشعر فكتب إليه المأمون:
يا خير من دبت المطي به ومن تقدى بسرجه فرس
هل غاية في المسير نعرفها أم أمرنا في المسير ملتبس
ما علم هذا إلا إلى مـلـك من نوره في الظلام نقتبس
إن سرت سار الرشاد متبعاً وإن تقف فالرشاد محتبس